أسرار مقبرة سقارة، شعور “الدهشة” هو ما يبعث الروح فى كل فرد فينا على قيد الحياة وسط ملايين من التفاصيل الجامدة، أن تنقب عن كنوز تنتمي لعائلتك وأجدادك لهو شيء كافٍ للتأثير على حياتك، خاصة إذا كنت بطلاً من أبطال فيلم “أسرار مقبرة سقارة” والذي اعتمد بشكل أساسي على عامل شغف العمال بتتبع الكشف عن أسرار مقبرة اكتشاف “واح تي”.
اعتدنا على مشاهد تنقيب الآثار وتحليل تاريخ المقابر المُكتشفة بعيون الاجانب المحللين، لكن تطل علينا من خلف كواليس اكتشاف مقبرة “واح تي” واكتشافات منطقة سقارة وأسرار مقبرة سقارة عيون يملؤها الشغف والانبهار هي عيون العمال الذين ينقبون تحت شمس حارقة في “جبانة البوباستيون” كل أملهم ليس في الحصول على بعض الراحة أو مزيد من المكافآت مع كل اكتشاف جديد، بل أملهم الوحيد هو أن لا يتوقف العمل حتى يستمر الشغف ولا ينقطع الوصل بالحياة والشعور بالانبهار كل بضع دقائق مع كل اكتشاف جديد يظهر بين الرمال بين أيديهم ليكشف عن أسرار مقبرة سقارة.
تبدأ المشاهد الأولى للفيلم بتنقيب أحد العاملين “حمادة” وسط الجبانة والتي سُميت فيما بعد بـ “جبانة القطط” نظراً لاكتشافاته هو وزميله العامل “غريب”، وقد كانت ردود أفعالهم وانفعالاتهم باكتشافات مومياوات القطط مشهد جميل به جانب إنساني بسيط وحس ترفيهي، حيث يقول “حمادة” في بساطة بعد اكتشاف مومياوات القطط بلهجته الصعيدية المميزة: “القطط أصبحت تهابنى وأنا اقول لابد لها لإنى انتشلت أجدادها من تحت الرمال”، وكشف حينها عن سر من أسرار مقبرة سقارة.
على مدار ساعتين من عرض الفيلم- ولكنها فى الحقيقة أيام وشهور طويلة من العمل في موقع التنقيب كانت ولا تزال مستمرة-، يستحوذ كلًا من “حمادة وغريب” عمال فريق البحث على انتباه المشاهد من فرط دهشتهم وانبهارهم وبساطتهم في التعبيرعن ذهولهم بالكنوز التي يجدونها تحت الرمال، تلك الدهشة التي التقطها المخرج “جيمس تويفل” وجعلها اللقطة الأساسية للحدث الذي بدوره انتقل إلى العالم كانت الرسالة التي يود إيصالها إلينا واضحة وهو أن هذا العامل الذي يرتبط بعلاقة خاصة جداً مع أجداده وتراب بلده هو البطل الأساسي للحدث، هو أول يد تلمس الكنز الذي احتفظ به التراب لأكثر من 4500 عام حتى الآن؛ ليكون ضمن أسرار مقبرة سقارة.
حتى الراوي والمعلق الذى يسرد أحداث التنقيب وهو الدكتور محمد يوسف وهو متخصص في علم المصريات ظهر وهو يتحدث بشغف شديد وبإنجليزية بسيطة جعلت المشاهد يعايش اللحظات التي عاشها الفريق على مدار عام وأكثر حتى الآن.
ثم نتعرف على “حمادة منصور” مفتش الآثار وعضو البعثة المصرية في الحفر فى جبانة البوباستيون وعلاقته الإنسانية بمشرفه في العمل والتعامل مع الأموات والتماثيل والمقابر، وعلاقتهم جميعاً بمنطقة “سقارة” على مقربة من الهرم المدرج أقدم هرم حجري متكامل في العالم، وهنا يؤكد الفريق على أهمية أن يكون كل فريق العمل مصري.
ويشرح ذلك ببساطة تامة “حمادة” قائلًا: “رغم مشقة العمل ودرجة الحرارة التي تصل إلى 33 في الجبل أو تحت الأرض عند عالم الأموات، لكننا كمصريين وحدنا قادرين على التعبير عن أجدادنا نحن أقرب إليهم من الأجانب بخطوة”.
وخلال لقطات التنقيب والحفر عبر الآبار، يستمتع المشاهد بالتعايش اللحظي والحي مع العاملين والأحاديث الجانبية والتعليق على الحفر كل ذلك يجعله يشعر بأنه جزء من الحدث، كما جاء على لسان ” دكتور يوسف” المتخصص في علم المصريات قائلًا: ” أن تكون أول من يلمس آثار تحت الرمال بعد 4500 عام لهو عمل يحلم به الملايين”.
واح تي الكاهن الطاهرعند الملك، حافظ الملكية الإلهية، حافظ القارب المقدس الذي يقدسه “واح تي” وقف “نرمين ونبيل” ضمن فريق البحث يحاولون قراءة النصوص المنقوشة على جدران المقبرة الملونة محاولين اكتشاف أسرار قصة الكاهن صاحب المقبرة، حيث نقش على الجدران 55 تمثال له وتمثال لزوجته وأطفاله الأربعه ثلاثة من الذكور وبنت، وكانا “نبيل ونرمين” كباقي فريق العمل يستخدمون حس السخرية وسارحين فى شغف وانفعال واضح مع كل حرف أو قصة وصورة، ويحاولون التقاط الخيط الذي يربط تفاصيل حياة عائلة واح تي بأكملها.
وعند اكتشاف مومياء “شبل الأسد” جاء مشهد تعامل العمال المصريين مع الأجنبية “سليمة إكرام” عالمة آثار الحيوان متخصصة في مومياوات الحيوان العلاقة المرحة التي كانت تجمعها مع العمال، أيضاً اللحظة التي تم فيها اكتشاف مكان جثة “واح تي” تحت البئر الرابع على بعد أمتار تحت الأرض والتي اكتشفها “حمادة” قائلًا عن نزوله حجرة دفن البئر :” أعلم عند نزولي أن صخرها هش تماماً ويجب التعامل معه بحرص غير أنها بالنسبة لي باب الجنة أريد أن أعرف من هو واح تي”.
وقد صاح في انفعال حينما وجد جثة واح تي: ” واح تي يا مدير واح تي لقيناه!”.
وقد تبادلوا التهاني كلهم ورد عليه مديره: “أنت محظوظ للغاية” لأنه أول من شاهد جثة واح تي.
أما الدكتورة “أماني شاهين ” أستاذ أمراض الروماتيزم، قد جلست في ارتياح أمام عظام “واح تي” وعائلته تحاول فك شفراتها وعيونها تلمع من الشغف، وقد توصلت إلى أن “واح تي” قد عانى في حياته من مرض فقر الدم وتوصلت في النهاية إلى فرضية أن الأسرة كلها قد عانت من وباء الملاريا وكان ذلك هو سبب وفاتهم في سن متقاربة.
-أما رحلة فريق الباحثين والعمال فقد انتهت بمشهد رائع وهم على وشك اكتشاف مقبرة جديدة وسط هتاف وصياح وانفعال وأغانى وتهليل من العاملين في الموقع وهم يحاولون قراءة نقوش جدران المقبرة التي يكشفون عنها التراب وهم يوشكون على الرحيل من الموقع وانتهاء تمويل الحكومة المصرية وقرب موعد رمضان، وهو يعد المشهد الأروع في وصف علاقة المصريين بآثار أجدادهم وعلاقة الانتماء التي كشفت عنها التراب تلك المشاهد التي أبدع في تصويرها المخرج الإنجليزي “جيمس تويفل” ونقلها للعالم أجمع.
أسرار مقبرة سقارة
تعتبر هدايا العودة من السفر تقليد مميز وذات طابع خاص، حيث ينتظر الأحباب و الأصدقاء…
بفضل وجود العديد من تطبيقات السفر المتخصصة، أصبح إدارة ميزانية السفر أكثر سهولة، حيث تقدم…
أسواق الكويت التراثية تتمتع بطابع خاص في المدينة الخليجية المميزة وسكانها، ولأن ما يتبقي دائما…
حمامات ماعين والبحر الميت والحمة الأردنية.. من أشهر المناطق السياحية بالأردن التي تبهرك بجمالها وبطبيعتها…
هل علي بابا له فرع في مصر؟ السؤال الذي يهم المستورد المصري وكل من يرغب…
ما هي عيوب موقع علي بابا؟ حيث توجد بعض السلبيات التي تواجه المشتريين رغم أنه…