صناعة الجنبية في سلطنة عمان .. رمز الشهامة والأصالة في المناسبات والأعياد

صناعة الجنبية في سلطنة عمان من الصناعات التراثية الأصلية التي لازالت محافظة على وجودها، حيث أنها جزء أساسي من الزي العماني الرسمي والذي يحرص الرجال على ارتدائه للشعور بالفخر وتأكيد الحب والانتماء للسلطنة العمانية خاصة في الحفلات والأعراس والمناسبات الرسمية. حيث يعطي الجنبية انطباعًا بأهمية الموقف ويعبر عن هيبة من يرتديه، ويمكن التعرف أكثر على هذه الصناعة المهمة في السلطنة من خلال متابعة مقالنا اليوم على ترحالك والتعرّف على واحد من أكثر الأمور الشائعة في الثقافة العمانية.

قد يهمك أيضاً: صناعة الفخار في سلطنة عمان .. انتعاش حرفة أصيلة منذ أكثر من 500 سنة

صناعة الجنبية في سلطنة عمان

الجنبية العمانية هي من أهم الموروثات الأصيلة في السلطنة، ومن أكثر ما يجذب نظر السائحين للزي الرسمي منذ قديم الزمان.

وتتميز صناعة الجنبية في سلطنة عمان بتصميماتها ونقوشها التي برع فيها الصناع العمانيون، مع وجود تطور كبير في أشكالها وطريقة تصنيعها عبر السنين.

وللجنبية أهمية كبيرة عند الرجل العماني لأنها رمز للرجولة والانتماء والشهامة، ولا يكتمل الزي الرسمي للسلطنة بدونها مع مشد الوسط والحزام، لتبدو براقًة وملفتًة للانتباه خاصة أنها يتم تصنيعها من الفضة الخالصة واللامعة.

ويعتز الرجل العماني بزيه الرسمي ويحرص على ارتدائه في كافة المناسبات الرسمية والأفراح والتكريمات والأحداث المهمة والتتويج وفي الأعياد الوطنية والدينية.

الجنبية العمانية

صناعة الجنبية في سلطنة عمان متنوعة الأشكال والمسميات، وصناعتها تنتشر في أماكن كثيرة ويتنافس صناعها ويتبارون في إظهار مهارتهم في تصنيعها بنقوش وزخارف تعبر عن خصوصية وملامح كل سلطنة في المملكة.

ومن أبرز أنواعها الشرقية، السعيدية والساحلية، وكل نوع منها له مميزاته الخاصة بيه ونقوشه التي تميزه وتصميمه المختلف عن غيره، خاصة من يتعلق بشكل المقبض والقرن.

أما بالنسبة للأجزاء التي يتكون منها صناعة الجنبية في سلطنة عمان فهي تتألف من الجزء العلوي وهو القرن وعادة يكون مكسواً بالفضة البراقة، وهو أغلى جزء في الجنبية.

والجزء السفلي عبارة عن الطوق وهو الموضع الخاص بنصل الجنبية، ويلي ذلك الطمس أو الصدر وهو عبارة عن حلقات وأسلاك دقيقة مصنوعة من الفضة.

يلي ذلك الجزء الثالث وهو عبارة عن القطاعة أو مغمد النصل ويتم تصنيعها من الجلد الذي يتم نقشة من الأسلاك المصنوعة من الفضة أو الصفائح الفضية المزخرفة بالنقوش والرسومات الجذابة.

أما الجزء الخلفي في الجنبية فيتم تغطيته بالصوف أو المخمل، ويتم تصنيع النطاق من الجلد بعد تزيينه بأسلاك الفضة والتي يتم تصنيعها بمهارة كبيرة.

قد يهمك أيضاً: صناعة الجرز في سلطة عمان.. أكثر من 5 استخدامات عبر الماضي والحاضر

تصنيع الجنبية العمانية

مرت عملية صناعة الجنبية في سلطنة عمان بمراحل كثيرة، حيث كانت تحتاج في الماضي لوقت كبيرة ومجهود أكبر، حيث كان يتم تصنيعها عن طريق أدوات تقليدية.

حيث كان يتم تصنيع أربعة خناجر في فترة تصل إلى شهر ونصف، وكان يستخدم الصانع الأدوات التقليدية. لكن مع استخدام الأدوات المتطورة أصبح الأمر يحتاج إلى 7 أيام فقط لتصنيع 4 خناجر.

مواد صناعة الجنبية في سلطنة عمان

حتى يتم تصنيع الجنبية العماني بالشكل الفخم المتعارف عليه، فإن الصانع يحتاج إلى مجموعة من الخامات الأساسية التي يستخدمها في تشكيل أجزاء الجنبية، وذلك كما يلي:

الفضة

من أهم المواد التي يتم استخدامها في تصنيع أجزاء الجنبية، كما تستخدم في نقش وتزيين المقبض بما يعرف باسم الشماريخ، كما تستخدم الأسلاك الفضية أو ما يعرف باسم السيم في تصنيع حلقات الفضية التي توجد على الطمس والصدر والقبع والطوق، خاصة في الخناجر السعيدية.

الذهب

أيضًا من  المواد المهمة والأساسية التي تستخدم في  صناعة الجنبية في سلطنة عمان خاصة الجنبية الصوري والجنبية السعيدي، وهي مهمة في تصنيع الصدر والمقبض والطوق والقبع والقطاعة.

كما يتم تصنيع بعض ملحقات الجنبية الثانوية مثل المحفظة وذلك لإضافة المزيد من الفخامة للجنبية، كما يتم استخدام الذهب في صنع بعض النقوش على مقبض الجنبية وتسمي بالنجمة أو الشمس وتوجد في خناجر كثيرة منها السيفاني والصوري.

مادة القرن

يتم الحصول عليها من الحيوانات مثل قرون الزراف، سن الفيل، وقرن وحيد القرن. وتستخدم في تصنيع مقبض الجنبية، ويختار صاحبها المادة التي يفضلها في تصنيعه حسب رغبته.

لكن يجب الإشارة إلى أن هذه المواد أصبحت نادرة الاستخدام حاليًا بهدف الحفاظ على البيئة وتم حظر الإتجار في هذه القرون دوليًا.

لذا يلجأ صانع الجانيب إلى الحصول على الجنبية القديمة والمتوارثة عن الأجداد والآباء والموجودة لدى الكثير من الأسر في السلطنة لاستخدام القرون النادرة المودة بها لتصنع مقابض الجنبية الجديدة.

تابع أيضًا: صناعة البشوت التراثية في السعودية .. المشلح المميز يرجع عمره ل 200 عام

الجلد

يتم استخدام الخشب في صناعة الجنبية في سلطنة عمان تحديداً في تصنيع بعض أجزاء الجنبية الأساسية وهي الحزام والقطاعة، ويتم خياطتها ونقشها باستخدام خيوط ذهبية وفضية.

ويستخدم الصانع الجلد الطبيعي أو الصناعي لتصنيع الغمد لحفظ السكين والمحفظة، وهي مشهورة في الجنبية الصوري والنزواني بشكل كبير.

الأخشاب

يتم استخدام أنواع معينة من الأخشاب ذات الجودة العالية لتصنيع الغمد والمقبض للجنبية، خاصة خشب الصندل الذي يتمتع برائحة جذابة، وكذلك خشب النارنج ذو اللون المميز. كما يمكن استخدام أنواع أخرى من الخشب دون أن يشترط جودة معينة، المهم أن يكون سهل التشكيل ليسهل استخدامه.

البلاستيك

يعتبر من المواد التي بدأ استخدامها حديثًا في تصنيع مقابض الجنبية، ويتوفر بألوان كثيرة يتم الاختيار من بينها حسب رغبة صاحب الجنبية. لكن أشهر الألوان المستخدمة هما الأبيض والأسود.

الحديد

تحتاج صناعة الجنبية في سلطنة عمان إلى الحديد لتصنيع النصلة، وهي جزء أساسي في الجنبية، وهي الجزء الذي يعبر عن جودته وقيمته.

لذا يحرص الصانع على اختيار أنواع من الحديد ذات جودة عالية ليكون النصل قوي وصلب. مع العلم أن النصلة حاليًا لم يعد لها أهمية كبيرة مثل الماضي، لأنها لم تعد تستخدم في الحياة اليومية.

كما يتم استخدام الحديد في تصنيع السكين الإضافة وهي من ضمن مُلحقات الجنبية الثانوية، وتوجد في الجنبية الصور والنزواني، وهي أيضًا ليست ذات قيمة في العصر الحديث كما كان في الماضي، لكنها نوع من الزينة أو الإكسسوارات.

تابع أيضًا: صناعة الفخار في مصر .. منتجات تراثية في 6 قرى مصرية

الرخام

بدأ استخدامه في العصر الحديث، حيث قام صناع الجنبية بتصنيع مقابض الجنايب والقطاعة من الرخام. لكن استخدامها يكون بناء على رغبة صاحب الجنبية، حيث يستخدم الحرفي أنواع جيدة منه ليضيف للجنبية قوة وصلابة.

الأقمشة

يتم استخدام أنواع معينة من القماش في تصنيع بعض أجزاء الجنبية ليكون في صورته النهائية المميزة. حيث يستعين الصانع بقماش الجوخ المخملي الفاخر بألوان مميزة ومتنوعة لتكون بطانة لمنطقة القطاعة في الجهة الخلفية من الجنبية، ويستخدم كذلك في تبطين الجهة الخلفية من حزام الوسط.

الخيوط

كذلك يتم استخدام خيوط النايلون الدقيقة بلون فضي لامع لاستكمال خياطة نقوش الحزام والقطاعة، وتتميز الجنبية الصوري باستخدام الخيوط الذهبية مع الفضية.

كما يمكن استخدام خيوط مصنوعة من القماش ليتم تزيين الحزام والقطاعة بنقوش جميلة يتداخل فيها اللونين الفضي والذهبي.

مواد التلميع

يحتاج صانع الجنبية إلى مواد معينة لتلميع الفضة، ومنها مادة ” الريطة ” وهي نوع من الثمار الحمضية، والتي يستخدمها بعد الانتهاء من نقوش الجنبية لينظفها ويحافظ على لمعانه، ويمكن استبدالها بالليمون في حالة عدم توفرها.

كما يستخدم محلول سائل يعرف باسم “التيزاب” ليلمع الأجزاء الفضية من الجنبية في كل مراحل تصنيعها خاصة بعض مرحلة تعريض القطع المصنوعة من الفضة للنار. حيث يعمل المحلول على إزالة السواد الذي أصاب الفضة نتيجة اللهب الذي تعرضت له.

اقرأ أيضًا: صناعة المباخر التقليدية في السعودية .. تراث أصيل من 140 سنة

تم التعرف مع ترحالك على الكثير من المعلومات حول صناعة الجنبية في سلطنة عمان والتي تعتبر جزءًا أصيلاً ومهمًا من الزي الرسمي العماني، حيث يرتديه الرجال تأكيداً على القوة والنبل والشهامة، وهو مميز جداً في الحفلات والمناسبات الرسمية، صناعة لا تندثر لأنها رمز للفخر لدى الرجل العماني.

كيف تعرف الجنبية الأصلية؟

تتميز الجنبية الأصلية جيدة الصنع بجودة مقبضها، وأفضل نوع من المقابض هي تلك المصنوعة من قرن وحيد القرن الأسود.

لماذا سميت الجنبية بهذا الاسم؟

حظي الخنجر العماني بهذا الاسم لأن الرجال يضعوه على جوانبهم كأحد أنواع الأسلحة.

من ماذا يتكون الخنجر العماني؟

يتكون الخنجر العماني من الفضة الخالصة والمقبض الذين يأخذ مواد صنع متعددة أكثرهم جودة وفخامة هو القرون السوداء (قرون وحيد القرن الأسود).