سيتم نقل المومياوات الملكية الفرعونية من متحف المصري في التحرير إلى متحف القومي للحضارة المصرية في القسطاط يوم 3 أبريل المقبل التي يصل عددها 22 مومياء، ومنهم الملك تحتمس الثالث.
حياته:
علماء الآثار لقبوا تحتمس الثالث سادس ملوك الأسرة 18 بالملك الذي لم يهزم أبدًا. فالقادة العسكريين الذين قضوا حياتهم بلا هزيمة كان عددهم محدود جدًا، ولكن تحتمس الثالث كان هو القائد العسكري الذي قاد ١٧ حملة حربية كبرى فتح فيها أكثر من ٣٠٠ مدينة بلا هزيمة وبلا إصابة واحدة.
فهو مولود بأسم “جحوتي مس” والمتوج بأسم “من خبرو رع”، هو أبن الملك تحتمس الثاني من زوجة غير رئيسية لأن الزوجة الرئيسية لوالده كانت “حتشبسوت”. وعندما مات تحتمس الثاني ولصغر سن تحتمس الثالث الذي كان يبلغ ٣ سنوات، أصبحت حتشبسوت هى الواصي على العرش وسيطرت على مصر وأبعدت الأمير عن العرش.
تحتمس الثالث قضى طفولته وشبابه في نشاط مشترك بين سرك الكهانوت والتدريب العسكري، فهو قضى أكثر من ٢٢ سنة من عمره يبني مهاراته العسكرية وشبكة نفوذه في أقوي مؤسستين في مصر هما المؤسسة الدينية والجيش.
بعد هذه المدة أصبح تحتمس الثالث هو القائد الأعلى في الجيش، وعندما ماتت حتشبسوت أصبح تحتمس الثالث ملك منفرد على مصر في الفترة 1479-1425 ق.م.
سياسة تحتمس الثالث وحروبه:
سياسة تحتمس الثالث كانت عكس سياسة حتشبسوت، فهى كانت تميل للسلام وتجنبت دخول أي حرب، وفي هذا العصر هذه السياسة تطمعت الدول المجاورة في الأراضي المصرية، وهذا ما حدث فعلًا بدأت مصر في فقدان أراضي كانت تحت سيطرتها، وبعض الأمراء في منطقة قادش بين سوريا ولبنان حولوا ولائهم للمملكة الميتانية بدل مصر.
الملك تحتمس الثالث رأى أن سياسة حتشبسوت غير مناسبة وأن الطريقة المثالية لحماية الحدود هى توسيع الحدود وفرض سياسة القوة، وبدأ في تنفيذ هذه السياسة بعد سنة واحدة فقط من توليه الحكم.
وبأستخدام تكتيكاته الخاصة في القتال والأسلحة التي صنعها أو التي كانت موجودة في هذا الوقت قام بسلسلة من الحملات العسكرية التي عززت من مكانة مصر في ذلك الوقت وجعلت منها واحدة من أهم القوى العظمى في العالم القديم. ومن أشهر معاركه هى “مجدو” وتعتبر نموذج مثالي للتخطيط الاستراتيجي العسكري.
إنجازات الملك:
فأستخدم في حروبه القوس والسهم، كانوا يعتبروا أختراعات جديدة، وأدخل تحتمس الثالث تطور علي القوس بدل تصنيعه من الخشب فقط. أضاف إليه مكونات إضافية من ضمنها قرون الحيوانات ليزيده قوة، وأصبح أقرب في الشكل من القوس المركب الذي كان يعتبر ثورة في عالم الرماية وعالم السلاح لأن مدى هذه الأقواس تضاعف بحجم مخيف.
ولكي يحمي الجنود من سهام العدو صنع لهم ضلوع من جلود الحيوانات، أما الضباط وقادة العجلات الحربية صنع لهم ضلوع من البرونز، وصنع غيرهم الكثير من الأسلحة وكل هذا كان يعتبر ثورة في عالم الحروب والتسليح والقتال في هذا العصر.
وساهم بشكل فعال في بناء معابد ومسلات كثيرة وأماكن مختلفة وعديدة ويعتبر معبد الكرنك هو الأكثر شهرة، وأعيد إحياء أحد مسلات معبد الكرنك بإعتباره مسلة تيودوسيسوس في إسطنبول بتركيا.
وفاة الملك:
مات الملك العظيم وعمره ٨٢ سنة بعد حكم مصر رسميًا 54 سنة منهم ٢٢ سنة حكم بالمشاركة مع حتشبسوت، وبعد وفاته دُفن في مقبرة من أوائل المقابر التي كانت في وادي الملوك وأكتشفها العالم الفرنسي فيكتور لوريه 1898م، ولكن لم تكن مومياء الملك تحتمس الثالث موجودة فيها وتم العثور علىها في تابوب من خشب الأرز في خبيئة الدير البحري عام 1881م، وهي جبانة عثر عليها لصوص آثار حيث وجدوا فيها أكثر من ٥٠ مومياء معظمها مومياوات ملكية.
عالم الآثار الفرنسي ماسبيرو فحص المومياء ووجد فيها تلفيات كاملة، الرأس كانت مفصولة عن الرقبة، والأطراف الأربعة مفصولة، والقدمين والزراعين مفصولين. وأكد ماسبيرو إن هذه التلفيات لم تكن أصابات حرب، هذه أصابات تسبب فيها لصوص المقابر الذين خرجوا المومياء من التابوت أثناء تجريدها من المجوهرات.
أقرأ أيضًا: “أول انتقال منذ عام 1881”.. كل ما تريد معرفته عن نقل المومياوات الملكية