غالبًا ما يأتي الشاب لخطبة الفتاه ويُطبق بعض عادات الزواج وهو لم يراها من قبل، وقبل أن يتبادر السؤال إلى ذهنك بكيف يحدث هذا الأمر؟ إليك الإجابة..
ما يهم العائلات القروية هو نسب الفتاة، فإذا كان الأب ذو سمعه طيبه ولديه ابنة، يتقدم الشبا لخطبتها من أجل والدها وليس من أجلها هي، وثاني أغرب العادات يتمثل في أنه بالرغم من بساطة الحياة القروية إلا أن تجهيز الفتاة يُعد من أكثر الأمور تكلفة في هذا المجتمع.
وقد يلجأ الأب إلى الاستدانة من أجل أن يكون زواج ابنته مثل ابنة رفيقه التي أحيانًا ما تحدث الناس عن فخامة أغراضها، فمبدأ المقارنة من المبادئ السائدة في الريف، وما يُثير الدهشة أنه في بعض القرى تطالب الفتاة لشراء أغراض شبيهة لأغراضها لتُقدمها لوالدة زوجها كهدية.
عادات الزواج بالقرى المصرية:
- طلب الفتاه للزواج
- احتفال قراءة الفاتحة
- يوم الشبكة
- يوم الخطبة
- كتب الكتاب
- نقل أغراض العروس (العفش)
- يوم الحناء (الحنه)
- العرس
طلب الفتاه للزواج
البحث والتحري يعد من عادات الزواج
يرسل الشاب أو كبير العائلة إلى أهل الفتاة طلبًا للارتباط بفتاه من فتيات إحدى العائلات، وهنا يقوم أهل الفتاه بعمل التحريات اللازمة عن الشاب؛ للتأكد من خُلقه وحسن سلوكه، ويستمر البحث لعدة أيام، يتم خلالها سؤال الجيران والأصدقاء عنه وعن عائلته، وكلما زادت الردود الإيجابية كلما زادت فرصة الموافقة على الشاب.
اللقاء بالشاب
يحدد والد الفتاة موعدًا للقاء الشاب وذويه، وغالبًا ما يكون يوم الجمعة لتفاؤلهم بهذا اليوم، يتسم الاستقبال بكونه ذو حفاوة وترحاب، هذا وتتحادث العائلتين لوقت قصير قبل أن تدخل الفتاة، ثم تدخل وتُقدم المشروبات إليهم، وتجلس لتتحدث معهم، وهنا يتحدث الشاب عن وظيفته وإمكانياته، ويُجيب على الأسئلة التي تُوجه إليه من قبل أهل العروس.
تشاور العائلة من عادات الزواج
يترك الشاب نقودًا أو خاتمًا لدى انصرافه، ليدل ذلك على إعجابه بالفتاه وموافقته عليها، ويكون أمر الموافقة أو الرفض متروك لأهل العروس، فيتم التشاور فيما بينهم بشأن هذا الارتباط، وتعني الموافقة الاحتفاظ بالنقود أو الخاتم، ويكون الرفض برد تلك العطايا إلى الشاب.
قراءة الفاتحة
هي بمثابة وعد بالزواج، ويستبشر بتلك السورة بكونها فاتحة خير لهم، هذا ويتم قراءتها عقب الموافقة على الشاب والاتفاق على المهر والشبكة، ويحضر تلك المناسبة كبار العائلتين، وتُوزع الحلوى والمشروبات، ويتم الاتفاق على المرحلة القادمة، وكيفية الاستعداد للعرس.
شراء الحُلى (الشبكة) من عادات الزواج
يختار العروسين بعد التشاور مع الأهل يومًا للذهاب إلى محل المصوغات لشراء حُلى العروس، ويتم الاختيار وفقًا لذوقها، وتستمر عمليه الانتقاء حتى استيفاء القيمة الشرائية المُتفق عليها، وعقب الانتهاء من عمليه الاختيار يقوم العامل بضبط المصوغات لتلائم العروسة، فلا تكون متسعة للغاية أو تتسم بالضيق، ثم يقوم أهل العريس بدعوة ذوي العروس على الغداء في أحد المطاعم، وهناك عائلات تطهي الطعام في المنزل، ويتم تناوله في أحد الحدائق.
يوم الخطبة من عادات الزواج
يسبق هذا اليوم دعوة الأهل والأقارب من كلا الطرفين، وتقوم العروس بشراء فستان الخطبة، وتستمر الأغاني والموسيقى لعدة أيام، وفي يوم الخِطبة تُزين العروس في المنزل أو تذهب إلى صالون التجميل
وهنا يتعين على العريس أن يذهب ليأتي بها عقب انتهاءها، ويتم تزيين منزل العروس بالزينة ويأتي العروسين في سيارة مزخرفه بالورود، وتقوم والدتها برش الملح عليهم اعتقادًا منها بأنها تُحصنهم من الحسد.
ويجلس العروسين استعدادًا لمراسم الخطوبة، التي تبدأ بوضع المصوغات على صنية مًحاطة بالشكولاتة، وتدوربها والدة العروس بين المدعوين ليتسنى لهم رؤيتها، بعد ذلك يتولى العريس أمر ارتداء خطيبته شبكتها وسط تصفيق وزغاريد من الأهل والأصحاب.
كتب الكتاب
يتم دعوة كبار العائلة، ويأتي المأذون لتوثيق الزواج، يتولى وكيل العروس الأمر، ويتم ذلك وفقا لمذهب الإمام أبي حنيفة النعمان، وتنتشر التهاني وتوزع الحلوى عقب ذلك.
نقل أغراض العروس (العفش)
المسير من منزل العروس
يدل هذا اليوم على اقتراب موعد الزفاف، ويتم توجيه الدعوة إلى الأشخاص الذين يمتلكون سيارة لنقل أغراض العروس إلى منزل زوجها المستقبلي، وتُصطف السيارات أمام منزلها،
ويُوضع عليها أغراض العروس، التي تتنوع ما بين ملابس ومفروشات وأدوات منزلية ومنها أواني الطهي، بالإضافة إلى الأدوات الكهربائية وذلك حسب اتفاق العائلتين، وتبدأ السيارات بالسير بالتتابع في أجواء احتفالية إلى أن تصل إلى وجهتها.
الوصول إلى بيت العريس من عادات الزواج
يكون في استقبال هذا الموكب أهل العريس وذويه، ويقومون بالمساعدة في تفريغ السيارات المُحملة بأغراض العروس، وحمل الأغراض إلى داخل المنزل، بعد ذلك يُقدم أهل العروسين الشكر إلى الحضور والمشاركين في هذا الاحتفال وإطعامهم، وهناك عدد من العائلات يحضرون فرقة موسيقية تتقدم الموكب.
ترتيب وتنظيم أغراض العروس
تأتي نساء من أهل العروس بعد ذلك، ويقومن بتنظيف المنزل وترتيب وتنظيم أغراض العروس وكل ما يتعلق بها في الأماكن والزوايا المُخصصة لذلك،
وهذا الفعل يأخذ الكثير من الوقت لكثرة الأغراض، حيث أن من عاداتهم الاكثار من الملابس والأدوات اعتقادًا منهم أنه كلما زادت تلك الأشياء زادت قيمة الفتاة، فقد يأخذ أمر تفريغ تلك الأغراض أكثر من يوم.
يوم الحناء (الحنه)
حناء في بيت العروس
يعرف بكونه اليوم الذي يسبق العرس، وتقوم العروس وصديقاتها برسم الحناء ويتم استدعاء نساء متخصصين في هذا الفن، وبعد ذلك يقمن بالرقص والغناء، وتُعد والدة العروس كميات من المخبوزات والأطعمة استعدادًا لليوم التالي، وهو يوم العرس المُنتظر.
احتفال أهل العريس
يتم استقبال المدعوين لمدة أسبوع قبل العرس، وفي يوم الحنه يقومون بتركيب الزينة، و يجلبون الكراسي والأدوات اللازمة لطهي الذبائح،
وإذا كانت العائلة ذات دخل محدود تتولى هي طهي وتقديم الطعام، أما إذا كانت ميسورة الحال تقوم بالاتفاق مع الطباخ والقهوجي لتيسير أمور العرس عليهم، وتُجهز مكبرات الصوت والمشروبات الغازية والفاكهة، وتُترك الكوشة لتُقام صباح يوم العرس.
يوم العرس من عادات الزواج
يحتفل بهذا اليوم منذ الصباح، فيتوافد المدعوين خاصة من الرجال، وذلك للاستمتاع بفقرات الحفل المتنوعة، ما بين الطبول والمزامير ولعب العصا، ويُقدم المدعوين نقودًا بمثابة هدية للعروسين تُعرف بـ (النقطة)، وتُعاد النقود مرة أخرى للمدعوين في المناسبات الخاصة بهم.
وتُقام هذه الفعاليات حتى غروب الشمس، ويذهب العريس لجلب عروسه التي ذهبت إلى صالون التجميل منذ الظهيرة، ثم يذهب بها إلى ستوديو التصوير لتُلتقط صور تذكارية لهم تُوثق يوم العرس، وبعد الانتهاء من ذلك يعود العريس بعروسه بواسطة سيارة مُزينة بورود ذات جمال أخاذ.
يسير العروسين وسط المدعوين يتقدمهم المزمار والطبول حتي يصلوا إلى الكوشة، ويبدأ الجزء الثاني من الحفل برقص العروسين مع الأهل والأحباب،
وهناك عدد من العائلات يتعاقد مع فرق فنية لإحياء الحفل. هذا وينتهي الحفل في الغالب بحلول مُنتصف الليل، ولكن الأفراح الخاصة بالأعيان قد تستمر لمدة ثلاثة أيام من الذبائح والعزائم والاحتفالات.
لأهل القرى عادت وتقاليد في الزواج تُمثل المنهج الذي يسيرون عليه في كافة جوانب الزواج، وهناك عائلات تتجه نحو المبالغة في المشتريات والمقتنيات غير الضرورية،
كما أن المهر يُعد مرتفعًا بالقرى عن المدينة بأضعاف، فعلى الرغم من بساطه الحياة القروية إلا أن إعدادات الزواج مبالغ فيها.
والمُتأمل للمجتمع القروي الآن يجد أن حياة المدينة أصبحت تتغلل وبقوة داهل القرى، فهناك اختلاف شاسع بين نظام القرية الآن وأحوالها فيما مضى.