فور عبورك كوبري أخميم الذي يفصل بين غرب وشرق مدينة سوهاج- إحدى محافظات مصر-، تنتقل إلى الضفة الشرقية للمحافظة لتبدأ بمركز ومدينة أخميم، لا تمضي دقائق فور عبورك الكوبرى حتى تسمع عبارات مثل ” نتقابل عند العروسة، وصلني عند العروسة، رايح عند العروسة” وغيرها من العبارات التي تنتهى دائمًا بكلمة العروسة ليُخيل للسامع أنها بالفعل عروسة منتظرة.
وعلى مشارف مدينة أخميم التي تبعد أقل من عشرة كيلومترات من الكوبرى تجد العروسة تنتظرك عازفة على الآلة الوترية الخاصة بها، يُجذبك جمالها لتفتن بها وعند سؤالك عنها تجد أنها نسخة مقلدة للعروسة الحقيقة المختبئة بالمدينة، الأميرة ميريت آمون ابنة أبيها، وإن النسخة المُقلدة هي نموذج مصغر صنعه النحات وجيه ينى ابن محافظة سوهاج لتجميل المدينة وربما تمهيدًا للوصول إلى العروس الحقيقية.
لتستمر برحلتك لدقائق أخرى وصولًا إلى العروس الحقيقية ميريت آمون ابنة وزوجة رمسيس الثانى والمُلقبة بحبيبة أبيها لتصل إلى ساحة واسعة لا ترى بها عرائس أو أميرات فقط منازل بعضها عفى عليه الزمن وهناك منازل تم إنشاؤها حديثًا وسور يرتفع لأكثر من متر ويلتف طويلًا لدرجة أنك لا تستطيع رؤية نهايته من موقعك.
تظل تائهًا زائغ النظرات بحثًا عن العروس حتى يتم إخبارك أنها أمامك لا تعلم أين ولكن تتقدم أملًا في إيجادها وإن لم تراها حتى تصل لذلك السور الممتد، وتجده يحيط بهوة كبيرة تصل لأكثر من 4 أمتار أسفل سطح الأرض وتراها بوسط الهوة تقف في شموخ وهيبة لتأسرك الأميرة الفرعونية فور أن تقع عيناك عليها فتأخذك إلى عالمها البعيد وتعود بك إلى معبدها ومملكتها فتجد نفسك بين أجدادك، ولاتملك إلا أن تتسترق النظر إلى تلك الفاتنة التي تملك من الهيبة ما يجعلك مشدودًا أمامها.
التمثال رائع الجمال ويتوسط ساحة المعبد الذي لايضم سوى قطع لتمثال كبير جدًا لأبيها الملك رمسيس، يُقال أنه بحجم تمثال رمسيس الذي غادر الميدان إلى المتحف المصري، ولكنه غير مكتمل ولم يتم ترميمه لتجميع أجزائه كبيرة الحجم.
ورمسيس الثانى أحد أشهر ملوك القدماء المصريين ينتمي إلى الأسرة التاسعة عشر، وإليها تنتمي ميريت آمون، أيضًا تزوج رمسيس من أميرتين ملكيتين هما نفرتاري والدة ميريت آمون وإست نفرت، وكذلك تزوج بثلاثة من بناته ومنهم ميريت آمون والتي كان لها مكانة خاصة بقلب أبيها وزوجها.
له الكثير من التماثيل أشهرها أُكتشف بميت رهينة بمحافظة الجيزة وهليوبوليس، بالإضافة لتمثالي محافظة سوهاج المجاورين لميريت آمون، فضلًا عن العديد من التماثيل الصغيرة المصنوعة من البازلت والخشب والمعادن.
بالإضافة إلى تمثال الإله فينوس إله الحب والجمال لدى الرومان ولكنه فاقد لرأسه مع احتفاظه بكامل جماله رغم غياب رأسه. وكذلك بئر جاف يعود إلى العصر البطلمي وبعض قطع الأثار البطلمية.
تكاد العروس تُنسيك ما حولها من قطع أثرية تمتد لثلاثة عصور مضت الفرعونية والرومانية والبطلمية.
عندما تنتهي من السور الممتد لتصل إلى باب معبدها، وإيوان محرابها فيُأذن لك بالدخول تقطع العديد من السلالم الحجرية وصولًا إلى أسفل الهوة. وتمر بداية بالبئر الجاف ويليه التماثيل الرومانية ثم بقايا تمثال رمسيس الثاني ليُحيط كل ذلك بالسور من الداخل.
ويتوسط كل ذلك تمثال ميريت أمون والذى يبلغ 14 متر بوزن 31 كيلو جرام ممثلًا الأميرة واقفة في زيها الملكي وجدائل شعرها المستعار التي تتدرج بثلاثة مستويات متتالية ينتهى كلًا منها بثعبانين يرتدي كلًا منهما تاج يرمز أحدهما للوجه البحرى والأخر للقبلي، وتتقلد تاجها الملكي المصمم على مجسم لثعابين ترتدي قرص الشمس تاجًا لها ويعلوه ريشتين وتتحلى بالعديد من الأساور التي نُقشت على يديها، كما تُزين القلادة الملكية التمثال وتُمسك ميريت بيدها قلادة الإله ماعت.
ويقضي الزائر أكثر من خمس دقائق في دورته حول قاعدة التمثال رافعًا نظره إلى أعلى حتى يتسنى لك رؤية نهاية ذلك التمثال المهيب، وربما يحتاج البعض إلى البعد لأمتارعن قاعدة التمثال ليرى بوضوح أفضل.
لاتستغرق زيارة معبد ميريت آمون بمدينة أخميم بمحافظة سوهاج أكثر من ساعة، ولا يُكلفك أكثر من 5 جنيه مصري عند ذهابك بالمواصلات العامة، بينما تصل التكلفة إلى 50 جنيه مصري عند استقلال وسيلة انتقال خاصة، بالإضافة إلى رسوم اختراق محراب الأميرة وهبوط الدرجات الحجرية وصولًا إليها والتي تبلغ 10 جنيه مصري، بينما تكون رؤيتها مجانية عبر السور الممتد حول هوتها البعيدة.
يذكر أن التمثال عُثر عليه أثناء عملية حفر مكتب بريد مركز ومدينة أخميم عام 1981، وبجانبه تمثال أخر صغير للأميرة وتمثال هُدم لوالدها وتمثال صغير له أيضًا، بالإضافة إلى تمثال الإله فينوس إله الحب والجمال لدى الرومان وبعض الأعمدة والآثار البطلمية وأربعه آبار أثرية.
وقد تم ترميم المنطقة الأثرية بالكامل ليُعاد افتتاحها نهاية 2019، ويُعلن بنفس الوقت الكشف عن معبد كامل لرمسيس الثاني أسفل المنطقة ويمتد حتى مقابر المسلمين، حيث تم نقل الدفن خارج المدينة تمهيدًا لكشف المعبد الذي ظهر بعض أجزائه والتي توضح ضخامة مبانيه.
ويُقال أن مدينة أخميم عائمة وفقًا للتعبير الدارج بمحافظة سوهاج على بحر من الآثار ترجع إلى ثلاثة عصور متتابعة، ووفقًا للروايات فإن المدينة أُعيد بناءها ثلاث مرات قديمًا لتحمل كل طبقة أسرار وآثار عصرها وصولًا للطبقة الرابعة والتي تحمل الحياة بأخميم الآن.
ويؤكد ذلك تتابع العصور بالكشوفات الأثرية بأخميم فضلًا عن شوارع المدينة غير المستوية فيرتفع بعضها عن بعض بأكثر من 3 أمتار تزداد أو تقل وفقًا للمنطقة.
جدير بالذكر أن الأميرة الفاتنة ميريت آمون هي الابنة الرابعة للملك رمسيس الثاني والملكة نفرتاري والتي تزوجته عقب وفاة والدتها الملكة نفرتاري وأصبحت الزوجة الملكية ولقبت بسيدة الأرضين لذا تحمل دائمًا شعاري الشمال والجنوب.
ويوجد لها قبر كامل بوادي الملوك والملكات، وقد وجد التابوت الخاص بها في متحف تورينو للتاريخ المصري بإيطاليا ولم يُثبت حتى الآن كيفية وصوله لهناك، ويُعد تمثال الأميرة الفاتنة أطول وأجمل تمثال لملكة في العالم.
تعتبر هدايا العودة من السفر تقليد مميز وذات طابع خاص، حيث ينتظر الأحباب و الأصدقاء…
بفضل وجود العديد من تطبيقات السفر المتخصصة، أصبح إدارة ميزانية السفر أكثر سهولة، حيث تقدم…
أسواق الكويت التراثية تتمتع بطابع خاص في المدينة الخليجية المميزة وسكانها، ولأن ما يتبقي دائما…
حمامات ماعين والبحر الميت والحمة الأردنية.. من أشهر المناطق السياحية بالأردن التي تبهرك بجمالها وبطبيعتها…
هل علي بابا له فرع في مصر؟ السؤال الذي يهم المستورد المصري وكل من يرغب…
ما هي عيوب موقع علي بابا؟ حيث توجد بعض السلبيات التي تواجه المشتريين رغم أنه…