المدينة التي سوف نتحدث عنها اليوم هي مدينة المهدية، حيث أن هناك العديد من المدن التي نعرفها الآن ولا نعرف تاريخها كيف بُنيَّات ولماذا، وكذلك هناك الكثير من المدن التي نعرفها جيدًا من التاريخ القديم ولكننا لا نعلم بأنها لا زالت موجودة حتى يومنا هذا، التي كان لها دورًا كبيرًا في التاريخ الفاطمي، وسنقوم من خلال السطور التالية بالحديث عن هذا الدور مع الإشارة إلى أهم المعلومات عنها وأيضًا مميزاتها كمدينة سياحية والمعالم السياحية الموجودة فيها.
مدينة المهدية
شبه الجزيرة المهدية هي مدينة تونسية ساحلية يحيط بها البحر المتوسط من ثلاثة جهات والجهة الرابعة متصلة بقارة افريقيا، وتقع على بُعد 205 كم من العاصمة التونسية، كذلك فإنها تعتبر العاصمة لالولاية المهدية.
مناخ تلك المدينة غالبًا ما يكون معتدل بإعتبار إنها مدينة ساحلية فهي كباقي المدن الساحلية المطلة على البحر الأبيض المتوسط لا تعاني من تقلبات شديدة في المناخ بل أن درجة الرطوبة فيها ثابتة، ودرجة الحرارة خلال فصليّ الصيف والشتاء تكون معتدلة، فلا تكون شديدة السخونة ولا شديدة البرودة.
قد يهمك هذا الموضوع: إليك أبرز شروط السفر من المغرب إلى تونس 2022
تاريخ المهدية مع الفاطميين
هي أحد المدن التي أسسها الفاطميون وأتخذها الخليفة الأول عبيد الله الفاطمي كعاصمة رسمية للدولة الفاطمية منذ عام 920 م، وحتى عام 970 م، عندما أسس الخليفة الفاطمي المعز لدين الله مدينة القاهرة ونقل مقر العاصمة الفاطمية لها.
كان السبب الأساسي في إختيارها عاصمة طوال تلك الفترة هو موقعها الذي يحيط به البحر من ثلاثة نواحي جعلها ذات محصنة بقوة وصلابة، مكنت الخليفة الفاطمي من التصدي للأعداء بسهولة.
جولة في المدينة المهدية
تحتوي المدينة على أكبر ميناء للصيد البحري في تونس مما جعل النشاط الإقتصادي الأساسي لها هو الصيد، كما تشتهر المدينة بإنتاجها لزيت الزيتون حيث تقع على مقربة من غابة الزياتين، وأيضًا تشتهر بالصناعات التقليدية كنسج الأغطية الصوفية وصناعات الجلد والخشب وكذلك الحرير.
يعمل أغلبية سكان المدينة في الأنشطة الفلاحية حيث تحتوي المدينة على أراضي زراعية كبيرة، فغير زراعة الزيتون وتصنيع منه زيت الزيتون وتصديره للبلاد الأخرى، إلا أن سكانها منذ سنوات قليلة بدأوا برعاية الماشية والدواجن، وإزدهر هذا النشاط بشكلٍ كبير في تلك الفترة.
السياحة في المدينة التونسية المهدية
تلك المدينة هي أحد الإختيارات المثلى للسياحة فهي تحتوي على الكثير من الفنادق ذات الأسعار المنخفضة التي يمكنك الإقامة فيها عند زيارة المدينة كذلك فهي تحتوي على مواقع ثقافية وتاريخية مذهلة يجب عليك زيارتها على الأقل مرة في العُمر، وسنقوم بالإشارة إلى أهم تلك المواقع من خلال النقاط التالية:
- البرج الكبير: هو أحد المؤشرات لمنطقة رأس أفريقيا، تم بناءه سنة 1595 م، ويتكون من حصن به نفق يُوصل بين مكان الحصن وساحة وسطة.
- باب زويلة أو القيفة الكحلاء: هو أشهر معالم المدينة وهو أحد أبواب المدينة وأفضل نقطة للدخول لها، تم بناؤه خلال القرن العاشر الميلادي، ثم تم ترميمه خلال القرن السادس عشر.
- الجامع الكبير: أحد الجوامع التي بناها الشيعة في عام 916 م على يد الخليفة عبيد الله المهدي، وأبرز ما يميز هذا الجامع هو عدم بناء صوامع له،وفي عام 1961 تم إعادة بناؤه بنفس التصميم الأول له.
- جامع مصطفى حمزة: على عكس الجامع السابق فإن هذا الجامع تم بناءه بالإعتماد على المعمار الديني للعثمانيين، وتم بناءه عام 1772 م.
إلى هنا نكون قد إنتهينا من موضوعنا الذي خصصناه للحديث عن مدينة المهدية التونسية، وذكرنا من خلاله نبذة مختصرة عن المدينة لمن لا يعرف عنها شيئًا من الناحية الإقتصادية والسياحية.