قرية شالي سيوة هي الموطن القديم والحضن الأول لأبناء واحة سيوة في دولة مصر، وهي التي تعد الأرض القديمة التي عاش وسكن بها الأمازيغ المتمصرون، والذين يعدون وفق المرجعية التاريخية السكان الأصلييون لقارة إفريقيا، أو كما نقول عليهم اليوم أهالي الواحة.
تاريخ قرية شالي سيوة
قلعة شالي سيوة أو سيوة القديمة يعود تاريخها إلى عام 1203 ميلاديًا أو 600 هجريًا، بناها أهالي الواحة القدامي كقلعة حصينة ضد هجمات القبائل في الصحراء الغربية، ونظرًا لاحتضان الواحة البحيرات الطبيعية المالحة، فقد بنوا المدينة بمادة« الكرشيف» وهي الطين الناتج عن الأراضي المشبعة بمادة الملح، وعندما يجف يصبح شديد الصلابة، وقد أطلقوا على المدينة اسم«شالي» أي مدينة الحصن باللغة السيوية.
بناء قرية شالي سيوة
ولم يكتف أهالي الواحة ببناء المدينة بتلك المادة الصلبة التي تحتفظ إلى اليوم بقوتها، فقط بنوا أبواب حول المدينة، ففي البداية تم بناء مدخل واحد للقرية يقع في الجهة الشمالية، وذلك للتمكن من الدفاع عن القرية ويسمى «باب إنشال» أي باب المدينة.
إقرأ أيضاً:
- ما أهم ما يميز واحة سيوة؟
- 5 معلومات عن واحة سيوة
- واحة سيوة.. وِجهة مُحبي الهدوء والسياحة العلاجية والسفاري
- ما أهم ما يميز واحة سيوة؟
وعقب قرن من الزمان على بناء المدينة أو القلعة، فُتح باب ثان لها من الناحية الجنوبية وهو «باب أثرات» أي الباب الجديد، وكان يُستخدم لمن لا يريدي المرور أمام رؤساء وكبار عائلات القرية، الذين اعتادوا على إقامة مجالس بالقرب من المدخل الرئيسي للقلعة.
أما عقب مرور قرن آخر، فُتح الباب الثالث في الجهة الشمالية، والذي يُسمى «باب قدوحة» والذي كان مخصصًا فقط لنساء المدينة.
واحة سيوة الأرض الأم
ظل أهالي واحة سيوة يعيشون داخل تلك المدينة أو القلعة حتى عام 1820 ميلاديًا، وذلك مع وصول محمد علي والي مصر، والذي قام بفرض الأمن في الواحة، وبدء أهالي الواحة يتوطنون داخل باقي أراضي الواحة، وقد كان النزول الأخير عام 1926 ، لكن ما زال أهالي الواحة يشيرون إليها بأنها الأرض الأم، حتى أنه يحرص الأهالي على أداء الصلاة داخل المسجد العتيق داخل قرية شالي، والذي يرجع بنائه إلى عام 500 هجريًا.
قلعة شالي الأثرية
لم يغفل أهالي الواحة والدولة المصرية عن أهمية قلعة شالي كونها تعبر عن جزء من الحياة القديمة والتراثية لأبناء الواحة، وبنائها من طبيعة الأرض البيئية المتفردة، حتى تم الإعلان عن أنها أرض آثرية في عام 2008، وأحيت وزارة الآثار المصرية الطرق بين المنازل المهجورة في القرية، ورفعت الأسوار إلى 18 متر، لإعادتهم إلى صورتهم الأصلية قبل قرن من الزمان.
البرنامج السياحي قرية شالي سيوة
القرية اليوم تعد جزء من البرنامج السياحي للزائرين إلى القلعة، خاصة لوقوعها بالقرب من السوق السيوي، الذي لا يمكن لأحد أن يغفله لبيعه المنتجات السيوية الأصلية من البلح السيوي وزيت الزيتون، ويحب دائمًا الزائرون الصعود إلى أعلى قمة في قرية شالي سيوة، لمشاهدة النجوم والكواكب في سماء الواحة الصافية، والتمتع بسماع قصص القلعة من أهالي الواحة.