تماثيل الأوشابتي باكتشاف سقارة حيث مازالت الحضارة الفرعونية مستمرة في إدهاش العالم بكنوزها المليئة بالألغاز، ومازالت تماثيلها تُبهر الأبصار وتخطف العقول.
إذا كنت تريد فهم لغز من ألغاز الحضارة الفرعونية القديمة وتماثيل الأوشابتي باكتشاف سقارة الجديد، فعليك بقراءة هذا المقال، والذي سوف يساعدك على معرفة سر من أسرار تلك الحضارة العريقة.
ففي الوقت الذي يأتي بأذهان خبراء الآثار، إنهم توصلوا لحل لغز من ألغاز تلك الحضارة، إلا أنها تفاجئهم حينها إنهم مازالوا واقفين عند نقطة من بحرها العميق.
وفي ظل الاكتشافات الأخيرة التي تقوم بها الدولة المصرية ولا سيما أعمال البعثة الأثرية المصرية العاملة بمنطقة آثار سقارة، والتي عثرت على كشف أثري جديد.
حيث أعلنت البعثة عن اكتشاف 100 تابوتا خشبيًا مغلقا، ٤٠ تمثالًا لإله جبانة سقارة، بتاح سوكر،و 20 صندوقا خشبيا للإله حورس، وتمثالين لشخص يدعى “ينومس”، هذا إلى جانب الكشف عن عدد من تماثيل الأوشابتي.
وفي هذا المقال سوف نلقي ضوء على “تماثيل الأوشابتي”، وما معنى هذا الاسم؟ ما هي تلك التماثيل؟، وكيف صنعت تلك التماثيل؟، ومتى صنعت تلك التماثيل في الحضارة الفرعونية القديمة؟.
ما معنى كلمة الأوشابتي
تعرف اسم تماثيل الأوشابتي باكتشاف سقارة بالتماثيل المجاوبة.
وكلمة “وشبتي” أو “أوجيبتي”، هي كلمة مشتقة من الفعل المصري القديم “وشب” والذي يعني يُجيب أو مُجيب.
ما هي تماثيل “الأوشابتي”
هي عبارة عن مجموعة من التماثيل المصنوعة من خزف القاشاني ممثَّلة على هيئة مومياء ترتدي الشعر المستعار وقد تقاطعت أذرعها فوق صدورها.
كيف صنعت تماثيل الأوشابتي باكتشاف سقارة؟
حتى الوقت الحالي لا يعرف الخبراء هذا السر العظيم، وهو كيف صنعت تلك التماثيل بهذا التصميم البالغ في الدقة.
إلا أنهم استطاعوا في الوقت الحالي معرفة الأدوات التي استخدمت لصناعة تلك التماثيل، وتتمثل في الأحجار، والبرونز، والخشب، والفخار، والشمع، والقاشاني الأزرق أو الأخضر، وكان الأخير هو الأكثر شيوعًا.
متى صُنعت تماثيل الأوشابتي باكتشاف سقارة في الحضارة الفرعونية ؟
أرجع العلماء بداية صناعة تلك التماثيل إلى فترة الدولة الوسطى؛ خاصة لمعتقدات القدماء المصريين حينها بوجود حياة أخرى بعد الموت.
فكان القدماء المصريين يعتقدوا أنهم سوف يعملون في الآخرة، فاخترعوا تماثيل “الأوشابتي”.
تقوم تلك التماثيل بخدمة الميت من ملوك الفراعنة في العالم الآخر وخدمة زوجته، حيث كانت تُزوَّد المقبرة بواحد أو اثنين منها، وذلك للقيام بالأعمال المختلفة نيابة عن المتوفي.
وبدأت تتزايد صناعة تلك التماثيل في الدولة الحديثة حتى بلغ عددها إلى ثلاثمائة وخمسة وستين، أي بعدد أيام السنة.
و شهدت نموًا في صناعتها عند القدماء المصريين، حتى أصبح عددها أربعمائة وواحد، كما أضُيفت إليها ستة وثلاثون تمثالاً ومن بينهم مشرفين، هؤلاء المشرفون الذين يشرفون على عمل العمال لخدمة الملك وزوجته في العالم الآخر.
والمشرفون يُصوَّرون بملابس الأحياء لكي يتم تمييزهم عن العمال، أما تماثيل العمال فغالبًا ما كانت تُزوَّد بأدوات أعمالهم؛ مثل السلاسل والحقائب وأدوات الصيد.
تطور صناعة تماثيل الأوشابتي باكتشاف سقارة
تطورت صناعة التماثيل صناعتها بتطور الفنون، حيث صُنعت من مواد مختلفة وأبرزها الذهب في عصر الملك توت عنخ آمون.
وشهدت تطورًا في عصر الدولة الحديثة، حتى أصبحت أكثر رشاقة وذات ملامح متقنة ويظهر فيها تفاصيل الجسد من داخل الرداء.
إلا أنها وصلت صناعة التماثيل ” الأوشابتي” في قمتها في عصر “الرعامسة” الأسرة التاسعة عشر، حيث ظهرت تفاصيل جديدة منها ثنيات الرداء كما أنها كانت تلبس الماذر الفضفاض.
أماكن تواجد تماثيل الأوشابتي باكتشاف سقارة
في العصور الوسطى، حُفظت تماثيل “الأوشابتي” داخل صناديق خشبية لحمايتها، وكانت تلك التماثيل توضع في المقبرة في صناديق خشبية منفصلة أو على الأرض حول التابوت أو في أواني الأحشاء.
وفي عصر الدولة الحديثة، كانت توضع في آنية فخارية، وفي العصور المتأخرة حُفظت في صندوق زُخرف سطحه بالنقوش والرموز الدينية المعبرة عن تلك الفترة.