صناعة النسيج في السعودية مهنة يدوية تراثية عريقة تقدم منتجات رائعة الجمال تبدو كتحف فنية ولوحات جميلة مستوحاة من الطبيعة الأصيلة لشبه الجزيرة العربية، يتم حياكة كل قطعة بمهارة عالية وحرفية كبيرة لـ يتوارثها الأجيال وتبقى بألوانها الزاهية وخيوطها الدقيقة معبرة عن تراث المملكة الراقي، هذه الحرفة التقليدية لا زالت مستمرة محاولة مواجهة الأجهزة الحديثة وتجدها في أماكن كثيرة من ضمنها الأحساء والقصيم ونجران فهي مصدر لرزق الكثيرين وعامل جذب للسياح وقاسم مشترك في المهرجانات السعودية التراثية، تعرف عليها أكثر عبر تقرير ترحالك التالي.
صناعة النسيج في السعودية
حرفة قديمة اعتمدت على خامات من الطبيعة ليقدم الصانع السعودي منتجات مميزة للبيت خاصة الوسائد والمساند والجداريات والمفارش، إلى جانب صناعة الملابس التراثية.
ومن أبرز منتجاتها ما يلي:
- الهدر: عبارة عن فراش كبير طويل وعريض.
- الرداعة والمجرة: عبارة عن فراش ذو حجم صغير.
- البساط: فرش ذو لون أسود.
- الخرج: حاوية تستخدم لحمل الأمتعة على ظهور الأنعام.
- البطانة: يتم استخدامها لتبطين بيوت الشعر من الداخل.
خامات تصنيع النسيج في المملكة
تعتمد صناعة النسيج في السعودية على خامات متنوعة، وأهم مصادرها ما يلي:
- الألياف الطبيعية: هي المصدر الرئيسي للحصول على خامات النسيج وتتنوع بين نباتية وحيوانية، حيث يتم الاعتماد على النباتات خاصة الكتان والقطن، كما يتم استخدام الوبر والحرير والصوف وشعر الماعز لتصنيع المنسوجات من ضمنها الملابس.
- الألياف الصناعية: يتم تصنيعها بالاعتماد على عناصر طبيعية منها بقايا القطن وعجينة الخشب مع إضافات كيميائية، ومن أنواعها الأكريليك والنايلون والبوليستر، وتتميز بسهولة الاستخدام والصبغ.
وبالطبع تختلف المنسوجات التي يتم تصنيعها باختلاف الخامات المستخدمة سواء طبيعية أو مصنعة، ويتم تلوين المنسوجات بالاعتماد على النباتات منها الزهر، العرجون، العرفج والفيحاء.
مراحل صناعة النسيج
تمر صناعة النسيج في السعودية بعدة مراحل، وعلى الرغم من التقدم الكبير وظهور طرق حديثة لتصنيع المنسوجات. إلا أن الصناعة التراثية اليدوية ما زالت محافظة على وضعها المتألق. وتمر هذه الصناعة بعدة مراحل كما يلي:
- الحصول على الألياف والصوف.
- مرحلة تنظيف الألياف وفرزها وإزالة الحشرات والبذور والأتربة منها.
- تمشيط الألياف ووضعها بمحاذاة بعضها في حبل فضفاض اسمه الشظية، ويتم سحبها بعد ذلك بين أسلاك بها أسنان حادة.
- تمشيط الألياف ووضعها في المتنقل، ويتم غزلها لتتحول إلى خيوط.
- مرحلة نسج الخيوط وتحويلها لمنسوجات وأقمشة باستخدام النول الخشبي.
- حياكة الأقمشة والحصول على المنتج النهائي.
- مرحلة تطريز المنسوجات وإضافة قطع مجوهرات تقليدية لتزيينها.
اقرأ أيضًا: صناعة البشوت التراثية في السعودية .. تعرف على تاريخ المشلح السعودي العريق
صناعة السدو في السعودية
تتضمن صناعة النسيج في السعودية هذا الفن البدوي الأصيل الذي تتقنه النساء في المملكة، وقد أدرجته منظمة اليونسكو العالمية على قمة التراث الثقافي عير المادي.
يقدم هذا الفن منتجات ذات زخارف بألوان جميلة وزاهية مستوحاة من الطبيعة البدوية. فهو نوع من أنواع النسيج التراثي منتشر بشكل أساسي في الجوف وينتج عنه سجاد يسمى باسم السدو.
وتمر صناعة السدو بعدة مراحل تبدأ بتجهيز الصوف وتمشيطه وتنظيفه بإزالة الأوساخ ليصبح صالح للغزل. ويوضع بعد ذلك على التغزالة ليتم سحب الألياف وبمرور الخطوات نصل لمرحلة الصباغة الطبيعية باستخدام الأعشاب البرية.
أما عن المنتجات التي تقدمها النساء من السدو فهي كثيرة ومميزة، منها السفايف وهي عبارة عن خيوط بألوان زاهية تستخدم لتزيين الخيول.
كما يتم تصنيع البُسط وهي مفارش يتم استخدامها لفرش الديوانية، كا يتم حياكة التكايات ذات الشكل المربع ليستخدمها الجالسون في الديوانية. كذلك يمكن تصنيع البشوت والملابس التي يتم تصنيعها بإتقان وبخيوط معينة.
شاهد أيضًا: مصنع كسوة الكعبة في مكة المكرمة كل ما تحتاج معرفته
أدوات تصنيع السدو
وتعتمد صناعة السدو على وجود عدة أدوات وهي كما يلي:
- التغزالة: وهي عبارة عن عصا يتم لف الصوف غير المغزول عليها، وينتهي طرف منها بقطعتين من الخشب يتوسطهما خُطاف يعمل على برك الصوف الملفوف ليتحول لخيوط تجمع على شكل كرات.
- المنشزة: هي قطعة من الخشب ذات شكل مستطيل وأطرافها حادة، تستخدم لرصف الخيط بعد تشكيله.
- نول خشبي: عبارة عن خيوط ممتدة توضع على الأرض ويتم ربطها بأربعة أوتاد، وشكله مستطيل.
- قرن الغزال: يتم استخدامه في فصل الخيوط ووضعها في ترتيب معين للحياكة والنقوش والزخارف.
- الميشع: هي عصا مصنوعة من الخشب يُلف حولها الخيوط بشكل مروحي.
- المدارة: عبارة عن أداة مصنوعة من كتلة خشبية على شكل سن من أسنان المشط، وتستخدم لحلق الشعر الخام.
- اليدرة: عبارة عن مقبض من الخشب يتم تثبيته على ذراع حديدي قصير ينتهي بطرف منحن، وهي شكل جديد لقرن الغزال.
النسيج الشعبي في السعودي
النسيج الشعبي هو واحد من أشهر الفنون الشعبية في المملكة، وكان من أساسيات تصنيع المنسوجات الأساسية للحياة اليومية، ويتميز بما يلي:
- منتجاتها مرتبطة بالطبيعة والبيئة المحيطة والتاريخ العريق.
- منسوجات ذات ألوان زاهية وجذابة.
- المنتجات مرتبطة بالعادات والتقاليد للمجتمع السعودي.
- توفر هذه الحرفة منتجات مميزة تسد احتياجات البيت السعودي.
- تعتمد على الزخارف البسيطة والرسومات المجردة والأشكال الهندسية.
اقرأ أيضًا: صناعة دلال القهوة العربية في السعودية .. رمز الأصالة وكرم الضيافة في المملكة
ما أشهر مصانع النسيج في المملكة العربية السعودية؟
تضم المملكة العربية السعودية الكثير من المصانع المتخصصة في إنتاج المنسوجات بالدولة، وفيما يلي بعض أشهر مصانع النسيج في المملكة العربية السعودية:
- شركة البادية للغزل والنسيج.
- المصنع السعودي لتقنية الخيوط والنسيج.
- مصنع النسيج الطبي.
- شركة النسيج العربي المركز الرئيسي.
- مصنع ريم للمنتجات النسيجية.
- مؤسسة دار النسيج السعودية.
- مصنع النسيج الوطني.
- مصنع جوف النسيج للزي الموحد.
مما تقدم يمكن القول أن صناعة النسيج في السعودية ينتج عنها منتجات تراثية تتميز بالجودة والإتقان، ذات تصميمات عريقة تعبر عن الهوية الوطنية، لذا فهي مستمرة في وجودها وتسعة المملكة باستمرار نحو تطويرها ومنحها أدوات متطورة لتنتج الكثير من المنتجات الجذابة التي يقبل عليها السياح والسكان المحليين وتجد لنفسها مكانًا بارزاً في المهرجانات التراثية.
ما أفضل منطقة في صناعة النسيج بالمملكة؟
تشتهر منطقة نجران بكونها الميدنة الأشهر في صناعة النسيج بالمملكة، وهذا بسبب ارتفاع جودة منتجاتها النسيجية.
هل منتجات النسيج في المملكة العربية السعودية آمنة؟
نعم، فقد سنت المملكة لوائح تتضمن مواصفات خاصة بصحة وسلامة المستهلكين والبيئة كذلك فيما يتعلق بصناعة النسيج في المملكة العربية السعودية وألزمت جميع المصانع بالالتزام بها.